الموضوع 10: مراحل التعبئة الجماعية حول التربية الدامجة

القسم 2 : الإجراءات الاجتماعية من أجل تغيير التمثلات والاتجاهات الاجتماعية تجاه التربية الدامجة

المحور 4 : التعبئة الجماعية من أجل التربية الدامجة

الموضوع 10: مراحل التعبئة الجماعية حول التربية الدامجة 

مناقشة حالة 

بعثت إحدى الجمعيات المشتغلة في مجال الإعاقة بدعوة إلى مجموعة من المنظمات والجمعيات النظيرة تدعوها إلى اجتماع من أجل تدارس إمكانية القيام بحملة تعبئة اجتماعية حول التربية الدامجة.
حضر بعض ممثلي الجمعيات المدعوة واستغرق الاجتماع ما يفوق أربع ساعات من دون التوصل إلى قرار.
اتهم البعض الجمعية الداعية بكونها ترغب في الزعامة، في حين ظل البعض يتساءل عن جدوى اللقاء بل وعن الغاية من التنسيق. واشتكى آخرون من أن النقاش ظل عقيما بحكم أن ما يرغب البعض في القيام به تقوم به الحكومة ولا داعي لإضاعة الجهد والإمكانيات. وحذرت تدخلات أخرى من كون ما تتوخى الجمعية القيام به من تحرك يبقى غير قانوني بحكم أنه يتم خارج علم السلطة.

تعرض الحالة مجموعة من المشاكل التي يمكن أن تعترض مساعي مؤسسات المجتمع المدني للقيام بالتعبئة حول التربية غير الدامجة.

ترجع تلك المشاكل،  في كثير من الحالات إلى عدم ضبط مراحل التعبئة واحترام مختلف لحظاتها بحكم كون التعبئة سيرورة دينامية تطورية ترتكز على مجموعة من المبادئ والمقومات التي تمت الإشارة إلى بعضها في الموضوع السابق.

إن القفز على بعض المراحل أو عدم احترام مقومات الاشتغال يؤدي من دون شك إلى عدم الوصول إلى الأهداف المتوخاة رغم توفر النية الحسنة والإرادة الطيبة.

التعبئة الناجحة هي التي ترتكز على العمل المشترك في مختلف المراحل وعلى التوافق على القرارات وعلى التبني الجماعي للمحرك وكذا على عدم إقصاء أي مساهمة كيفما كان حجمها، إذ من الأفضل كسب الجميع عوض خلق مناوئين. التعبئة حول التربية الدامجة هي بصيغة أخرى دعوة الجميع من طرف الجميع لكي يضع كل واحد قدراته وإمكانياته وموارده في خدمة قضية هذه التربية من أجل إنجاحها عبر تغيير التصورات والتمثلات المغلوطة والاتجاهات الخاطئة نحو الأطفال في وضعية إعاقة وإمكانياتهم وحول قدرتهم على التعلم ضمن أقسام عادية من دون أن يكون لذلك أي تأثير سلبي على باقي زملائهم.

مرحلة التهييء

تعتبر من أهم المراحل نظرا لكونها تشكل لحظة التمهيد وإزاحة الحساسيات وبناء الشراكات وتوضيح الأهداف والاتفاق على أخلاقيات العمل المشترك، أي في نهاية المطاف وضوح طبيعة المحرك وبناء الثقة وهما شرطان أساسيان مترابطان للعمل المشترك والتحرك .

في الحالة المعروضة أعلاه افتقدت التجربة إلى مجموعة من محددات التهييء الجيد لإنجاحها، وبالتالي افتقرت إلى المقومين المشار إليهما وهما وضوح  الرؤية حول طبيعة المحرك وانعدام الثقة.

لقد افتقدت التجربة إلى مبدإ الاشتغال المشترك منذ البداية، حيث تمت الدعوة إلى الاجتماع من طرف جمعية معينة، في الوقت الذي كان من المفروض أن تكون الدعوة باسم لجنة أو تنسيقية .

•ضرورة البدء بالمشاورة بين مجموعة من الفرقاء(منظمات، فاعلون لهم علاقة بقضية التربية الدامجة) من أجل تشكيل تنسيقية أو لجنة تحضيرية.

•التوصل إلى تحديد دقيق لطبيعة المحرك -القضية- والاقتناع بضرورة التحرك.

•تحديد الفئة المستهدفة من التعبئة، وذلك عبر الاتفاق على نوعيتها ومساحتها الجغرافية، مما سيساعد على رسم معالم الخطابات ونوعية الوسائل وكميتها...

•تحديد النواة الصلبة المحركة: هل يتم الاقتصار على الحاضرين أم توسيعها إلى جهات أخرى يمكن أن تكون مساهمتها ذات نفع على المشروع.

•تحديد الشراكات المحتملة (وزارة التربية الوطنية، الأكاديميات ، المديريات الإقليمية، المنظمات الدولية، الشركاء الاقتصاديون، قيادات المجتمع المحلية والدينية، وسائل الإعلام)...

•تهييئ اجتماع النواة الصلبة الموسعة: الاتفاق على اللائحة، مشروع مخطط التحرك.

•اجتماع النواة الصلبة: الموافقة على برنامج التعبئة بناء على المعطيات المجمعة، تهييء وسائل التعبئة وميزانيتها، طلب الترخيص من السلطات، توزيع المهام، وضع آليات التتبع والتقويم.

مرحلة الإنجاز 

•البدء بتنفيذ خطة العمل؛

•تكوين المعبئين؛

•التنسيق المستمر؛

•تدبير الأنشطة؛

•تدبير الوسائل؛

•تجاوز الإكراهات؛

•حل النزاعات؛

•ضبط الزمن؛

•تتبع الإنجاز.مرحلة التقويم

تعتبر مرحلة التقويم مناسبة للتعرف وتدارس نتائج العملية من مختلف نواحيها. إنها مرحلة تجيب على التساؤل حول ما تحقق وذلك بناء على الأهداف المسطرة في البداية والمعايير التي تم وضعها لها عدد الأنشطة، (عدد المستفيدين ،نوعية المواقف الجديدة، التغيرات التي طرأت.... ) 

يمكن الحديث عن ثلاثة أنواع من التقويمات: 

•التقويم المستمر الذي يتم عبر تتبع الأنشطة مباشرة. وهو تقويم يسمح بالتدخل في الحين من أجل تعديل ما يمكن أن يحيد بالمشروع عن مراميه المتوخاة. 

•التقويم المرحلي والذي يمكن القيام به في نهاية كل مرحلة من مراحل مشروع التعبئة . 

•التقويم النهائي ويتم عند نهاية مشروع التعبئة برمته. 

•مختلف هذه التقويمات يمكن أن تعتمد الأدوات الملائمة والتي يمكن أن تكون على أحد الأشكال الآتية: 

•شبكات الملاحظة؛ 

•سلالم الاتجاهات؛

•الاستمارات؛

•شبكات الارتسامات؛

•اجتماعات أخذ الكلمة؛

•ورشات المناقشة؛

•المجموعات البؤرية؛

يتم تحليل ومناقشة مختلف النتائج المتوصل إليها اعتمادا على المعايير المسطرة في مرحلة التحضير وتصاغ تقارير لتدوين مختلف تلك النتائج.

-----------------------------------

المرجع :

دليل الأسرة والمنظمات غير الحكومية في التربية الدامجة للأطفال في وضعية إعاقة
 مديرية المناهج 2019