القسم 1 : أسس التربية الدامجة ومبادؤها
المحور 1 : مفهوم التربية الدامجة وأسسها ومقارباتها
الموضوع 1: الحواجز الحائلة دون تمدرس جميع الأطفال وكيفية رفعها
تعريف بالموضوع:
تفيد المعطيات الإحصائية المتوفرة حول الأطفال البالغين سن التمدرس أن هناك أعدادا كبيرة من الفتيات والفتيان لم يلجوا المدرسة نهائيا، أو أنهم ولجوا المدرسة، لكنهم سرعان ما غادروها مبكرا دون أن ينهوا فترة التعليم الإجباري .
ففي العالم، وحسب إحصائيات منظمة اليونسكو لسنة 20171، تبين أن طفلا واحدا من كل خمسة أطفال غير متمدرس، وأن هناك حوالي 263 مليون طفلا ويافعا يوجدون خارج منظومة التربية والتكوين. ويتوزع هذا العدد بحسب الأسلاك التعليمية إلى 63 مليون طفل وطفلة في سن التمدرس بالسلك الابتدائي، و61 مليون في سن التمدرس بالسلك الإعدادي، و931 مليون في سن التمدرس بالسلك الثانوي.
ويقدر عدد الأطفال غير المتمدرسين أو المنقطعين عن الدراسة بالمغرب بحوالي مليون طفلة وطفل2، موزعين حسب الأسلاك التعليمية إلى 430.000 في سن التمدرس بالتعليم الأولي، و68.000 في سن التمدرس بالابتدائي، و000.004 بالإعدادي، وذلك بالرغم من المجهودات الكبيرة التي بذلتها الدولة3، عبر وزارة التربية الوطنية وشركائها من أجل توفير فرص ثانية لمن لم تتح لهم إمكانية التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي في صفوف التلاميذ المهددين بالانقطاع عن الدراسة .
تثير هذه الإحصائيات أسئلة كثيرة ترتبط بمدى النجاح في ضمان حق التربية للجميع، وبالعوامل الكامنة وراء عجز الأنظمة التعليمية عبر العالم عن توفير التمدرس لمختلف فئات الأطفال، بغض النظر عن خصوصياتهم وظروفهم وإمكانات تعلمهم.
يقود الخوض في مثل هذه الجوانب إلى الحديث عما يعرف بالحواجز في وجه التربية، وهي حواجز تتطلب من كل متدخل في المجال التربوي أن يقوم بدوره باعتماد إجراءات عملية تيسر ولوج الفئات غير المتمدرسة المؤسسة التعليمية لتأمين حقها في التمدرس.
فئات الأطفال ضحايا الحواجز التي تحول دون استفادتهم من الحق في التربية:
كل طفلة وطفل غير ملتحق بالمدرسة، ولأي سبب من الأسباب، يعتبر
ضحية للحواجز المانعة من التمدرس. ويدخل في هذا الإطار، بمختلف المنظومات التربوية،
فئات كثيرة من الأطفال، منها:
- أطفال الشوارع؛
- أطفال الأسر المعوزة؛
- الفتيات خاصة في (الوسط القروي)؛
- أطفال الرحل؛
- الأطفال اليتامى؛
- الأطفال الذين يعانون من قصور ما (في وضعية إعاقة)؛
- الأطفال ذوو اضطرابات التعلم؛
- الأطفال المصابون بداء فقدان المناعة؛
- أطفال الأسر اللاجئة؛
- الأطفال ضحايا الكوارث؛
- أطفال الأقليات العرقية .
ويعتبر الأطفال في وضعية إعاقة من ضمن فئات الأطفال الأكثر تهميشا وإقصاء، بالنظر إلى أنهم غالبا ما يتم الإجهاز على حقهم في تربية ذات جودة.
الحواجز الحائلة دون الاستفادة من التربية
مهما تعددت الأسباب المانعة لتمدرس فئات الأطفال أعلاه، فهي ترجع في المجمل إما إلى عائق في الولوج إلى المدرسة، وإما إلى عائق في قدرة المدرسة على الاحتفاظ بالأطفال. وتصنف الحواجز المانعة للتمدرس إلى ثلاث فئات متمايزة:
حواجز مرتبطة بالمحيط:
ويندرج ضمن هذه الفئة من الحواجز كل العوامل المادية والجغرافية والبشرية )العلائقية غير المشجعة على التمدرس(، منها أساسا:
بُعد المدرسة عن مقر سكنى التلاميذ؛ غياب المراحيض؛
غياب الولوجيات داخل المؤسسة التعليمية بالنسبة للأطفال ذوي قصور حركي؛ اضطراب المناخ العام للمؤسسة من حيث العلاقات والتواصل؛عدم قدرة الأسرة على تحمل نفقات التمدرس .
حواجز مرتبطة بالاتجاهات:
وتدخل فيها التمثلات والمواقف السلبية التي تعيق التمدرس والإقبال عليه، ومنها بالأساس:
عدم ثقة الآباء في المدرسة والتمدرس؛
اعتبار الآباء ممارسة الأطفال لعمل يدر دخلا للأسرة أفضل بكثير من تضييع الوقت في الدراسة؛سيادة الممارسات التمييزية بين الأطفال داخل المدرسة؛طغيان الأحكام المتسرعة السلبية لدى بعض المديرين؛
الإقرار بعدم القدرة على الاندماج والمسايرة بسبب قصور معين .
حواجز ذات طبيعة مؤسساتية:
وتندرج ضمنها القوانين والتنظيمات والإجراءات العملية التي لا تيسر الولوج إلى المدرسة، أو تحول دون مشاركة بعض فئات الأطفال في مختلف أنشطتها، منها مثلا:
قصور النصوص التنظيمية عن تغطية حاجات جميع فئات الأطفال، كما أن أغلب هذه النصوص غير ملائم؛
الاكتظاظ داخل الفصول الدراسية مما يعوق اهتمام المدرسين بالحالات التي تستدعي اهتماما خاصا؛
جمود ونمطية التنظيمات والتصورات التربوية وقصورها عن التخطيط للأنشطة التربوية بما يراعي حاجات الأطفال في وضعية إعاقة؛
ضعف كفايات المديرين فيما يقدرهم على الاستجابة للحاجات الفردية لجميع الأطفال؛عدم وجود مناهج تربوية مكيفة والملاءمة لجميع فئات الأطفال؛غياب تقويم يلائم خصوصيات الأطفال في وضعية إعاقة .
•إن الفروق الفردية بين الأطفال وطبيعة شخصياتهم تنعكس على نمط تعلمهم، إذ لا يستوعبون المعارف نفسها ولا بالدرجة نفسها، كما لا يفهمونها بالطريقة نفسها .
•إن كل الأطفال مهما كانت وضعيتهم، يمكنهم أن يتعلموا لو نحن انطلقنا من إمكاناتهم الفعلية، وأخذنا في الحسبان حاجاتهم الأساسية، واشتغلنا معهم وفق استراتيجياتهم الذهنية .
•إن كل فصل دراسي، وفي أي مستوى تعليمي، من المفترض أن يضم خليطا غير منسجم من الأطفال، من حيث طبيعة نموهم، وخبراتهم الحياتية، وإمكاناتهم الفكرية والوجدانية والاجتماعية، والصعوبات التي يشكون منها؛
•إن كل طفل، مهما كانت هشاشة وضعيته، يتطور ويتغير نحو الأفضل، إن أُعِدتْ له بيئة محفزة، وأُخِذتْ دوافعُه وحاجاتُه بعين الاعتبار. وبالمقابل، إن كل طفل مهما كانت إمكانياته متطورة وثرية، تتراجع قدرته في التعلم ويتقهقر مستواه الدراسي، إن لم يجد في الدراسة وتعامُلِ المديرين والمدرسين ما يستثيره ويشجعه على توظيف إمكاناته .
•البحث في النصوص التنظيمية عما يُظهر هامشا خاصا في العناية بالأطفال في وضعية خاصة، وإبرازه من خلال الممارسة الفعلية، لتكوين مرجعية تشريعية تؤصل للعناية بجميع فئات الأطفال داخل الفصل الدراسي؛
•فحص بعض المراجع والوثائق ذات الصلة بالموضوع، لتكوين مرجعية بيداغوجية تؤطر العمل في مجال التعامل مع مختلف فئات الأطفال المتمدرسين، وتساعد على بناء نظام من العلاقات البيداغوجية المحفزة على التمدرس؛
•القيام باجتهادات خاصة، أو المشاركة في بعض المبادرات الجماعية، التي تسهم في تطوير الخبرات المهنية للمتدخلين في مجال رفع الحواجز المانعة للتمدرس وتشجيع ذلك؛
•التنسيق مع مختلف الأطراف المعنية داخل المدرسة وخارجها لتكريس التوجه نحو الاهتمام بجميع فئات الأطفال في سن التمدرس، لاستقطابهم للتسجيل بالمدرسة، والاحتفاظ بهم في صفوفها إلى غاية إستكمال فترة التعليم الإجباري؛
•التواصل مع محيط المؤسسة بغاية تقاسم الأفكار والمبادرات الرامية إلى الاشتغال المشترك حول رفع موانع التمدرس والإكراهات المغذية لها .
قواعد لتشكيل قناعة فكرية منفتحةلقد خلصت الدراسات النفسية والتربوية المعاصرة في مجال النمو والتعلم عند الأطفال، إلى أن هناك مبادئ أو قواعد أساسية يتعين أخذها بعين الاعتبار من لدن المربيين في كل عمل تربوي يستهدف تربية الطفل)ة( وتعليمه، منها أساسا:
•إن الفروق الفردية بين الأطفال وطبيعة شخصياتهم تنعكس على نمط تعلمهم، إذ لا يستوعبون المعارف نفسها ولا بالدرجة نفسها، كما لا يفهمونها بالطريقة نفسها .
•إن كل الأطفال مهما كانت وضعيتهم، يمكنهم أن يتعلموا لو نحن انطلقنا من إمكاناتهم الفعلية، وأخذنا في الحسبان حاجاتهم الأساسية، واشتغلنا معهم وفق استراتيجياتهم الذهنية .
•إن كل فصل دراسي، وفي أي مستوى تعليمي، من المفترض أن يضم خليطا غير منسجم من الأطفال، من حيث طبيعة نموهم، وخبراتهم الحياتية، وإمكاناتهم الفكرية والوجدانية والاجتماعية، والصعوبات التي يشكون منها؛
•إن كل طفل، مهما كانت هشاشة وضعيته، يتطور ويتغير نحو الأفضل، إن أُعِدتْ له بيئة محفزة، وأُخِذتْ دوافعُه وحاجاتُه بعين الاعتبار. وبالمقابل، إن كل طفل مهما كانت إمكانياته متطورة وثرية، تتراجع قدرته في التعلم ويتقهقر مستواه الدراسي، إن لم يجد في الدراسة وتعامُلِ المديرين والمدرسين ما يستثيره ويشجعه على توظيف إمكاناته .
إجراءات عملية لاستقطاب الأطفال والتشجيع على التمدرستوسيع الخبرة المهنية في مجال التعامل مع فئات الأطفال في وضعية صعبة، أو ذوي الاحتياجات الخاصة، عبر القراءات الخاصة والتكوين الذاتي، وحضور التكوينات المنظمة في الموضوع من طرف الجهات المعنية؛
•البحث في النصوص التنظيمية عما يُظهر هامشا خاصا في العناية بالأطفال في وضعية خاصة، وإبرازه من خلال الممارسة الفعلية، لتكوين مرجعية تشريعية تؤصل للعناية بجميع فئات الأطفال داخل الفصل الدراسي؛
•فحص بعض المراجع والوثائق ذات الصلة بالموضوع، لتكوين مرجعية بيداغوجية تؤطر العمل في مجال التعامل مع مختلف فئات الأطفال المتمدرسين، وتساعد على بناء نظام من العلاقات البيداغوجية المحفزة على التمدرس؛
•القيام باجتهادات خاصة، أو المشاركة في بعض المبادرات الجماعية، التي تسهم في تطوير الخبرات المهنية للمتدخلين في مجال رفع الحواجز المانعة للتمدرس وتشجيع ذلك؛
•التنسيق مع مختلف الأطراف المعنية داخل المدرسة وخارجها لتكريس التوجه نحو الاهتمام بجميع فئات الأطفال في سن التمدرس، لاستقطابهم للتسجيل بالمدرسة، والاحتفاظ بهم في صفوفها إلى غاية إستكمال فترة التعليم الإجباري؛
•التواصل مع محيط المؤسسة بغاية تقاسم الأفكار والمبادرات الرامية إلى الاشتغال المشترك حول رفع موانع التمدرس والإكراهات المغذية لها .
----------------------------------
المرجع :
دليل الأسرة والمنظمات غير الحكومية في التربية الدامجة للأطفال في وضعية إعاقة
مديرية المناهج 2019
مديرية المناهج 2019
إرسال تعليق