الموضوع 21: تقارير التقويمات الموازية عن مشروع التربية الدامجة
طبيعة الموضوع
موضوع هذه البطاقة يتعلق
بمستوى آخر من التقويم له أهداف أخرى تتعلق أساسا بممارسة نوع من الضغط على
الحكومات من أجل المزيد من المكاسب في مجال التربية الدامجة. إن تقديم تقرير
لتقويم مواز للتقارير التي ترفعها الحكومات يشكل مظهرا ديمقراطيا يمكّن من إسماع
صوت كل الأطراف ومنها المنظمات غير الحكومية التي قد تكون لها وجهات نظر مغايرة أو
مكملة لمنظور الحكومة، وكل ذلك في مصلحة مشروع التربية الدامجة.
يمكن للمنظمات غير الحكومية المهتمة بمجال التربية
الدامجة أن يقدموا تقاريرهم حول القضية كما يمكنهم أن يساهموا في تقارير عامة إلى
جانب منظمات تهتم بمجالات أخرى من حقوق الإنسان أو حقوق الطفل التي لها علاقة
بالتربية الدامجة.
تقارير التقويمات الموازية
التقارير الموازية أو غير الرسمية غالبا ما تنتجها
مؤسسات المجتمع المدني وتُرفع للهيئات الأممية أو الجهوية أو الإقليمية المعنية
بموضوع التقرير والمكلفة بحماية الأفاق والاتفاقيات الدولية أو الإقليمية، كما
يمكن رفع تلك التقارير البديلة إلى المجالس الوطنية (المجلس الوطني لحقوق الإنسان،
المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي. )وفي أغلب الأحيان تشكل تلك
التقارير نوعا من الانتقاد للممارسات الوطنية بناء على مضامين الاتفاقيات
والمقررات الدولية ،إلا أن مثل هذه التقارير غير الرسمية يمكن أن تتخذ أشكالا
مختلفة وذلك كالآتي:
وبحكم أن التربية الدامجة
تطرح حقا من الحقوق التي نصت عليها الاتفاقية الدولية المرتبطة بحقوق الأشخاص
المعاقين والتي دخلت حيز التطبيق منذ 2006، فإن الحرص على تنفيذ هذا
الحق يبقى مسؤولية الحكومة والمؤسسات الوطنية المكلفة بحقوق الإنسان ومؤسسات
المجتمع المدني .
وكل طرف من هذه الأطراف ينبغي أن يقوم ما تحقق وما لم
يتحقق في مجال التربية الدامجة أيضا .
إن مثل هذه التقارير تخلق دينامية وتسمح للمنظمات
الدولية والمؤسسات الوطنية المعنية بحقوق الإنسان وبالتربية والتعليم من تقديم
توصيات للحكومة بهدف تطوير اشتغالها في مجال التربية الدامجة وتعزيز مكوناتها
والحرص على احترام حق كل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في التعلم ضمن مدارس
عادية.
لا تشكل التقارير الموازية التي تصوغها المنظمات غير
الحكومية عملا عدائيا للحكومة، بل هو مساهمة في تطوير التربية الدامجة كمشروع
مجتمعي وهي تأتي لتعزيز حملات الدعوة للمناصرة التي تمت الإشارة إليها في القسم
الثاني من هذا الدليل.
صياغة تقرير موازية
إن صياغة تقرير مواز في مجال حقوق الإنسان، ومنها الحق
في التربية الدامجة، يمكن أن يكون منفردا كما يمكن أن يكون مدمجا ضمن تقارير
موازية عامة (الحق في التعليم، أو حقوق الطفل أو الحقوق بصفة عامة) .
تمر هذه الصياغة عبر مجموعة من المراحل والخطوات التي يمكن أن نحدد أهمها في
ما يأتي:
•تكوين لجنة صياغة التقرير والتي
ينبغي أن تضم أعضاء من أكبر عدد ممكن من المنظمات والجمعيات المشتغلة في مجال
التربية الدامجة والمجالات القريبة كحقوق الأشخاص المتعايشين والحق في التمدرس
وحقوق الإنسان وحقوق الطفل.
•مطالبة الحكومة بمد لجنة صياغة التقرير بتقريرها الرسمي. ويتم
الاطلاع وفقا لذلك على ما ورد في ذلك التقرير من إجراءات وما تم رصده من معطيات
وحقائق حول واقع حال التربية الدامجة.
•جمع معلومات كافية حول المجال ودراسة التقارير والقيام
بالاتصالات من أجل رصد أكبر عدد ممكن من الحقائق النزيهة والمثبتة.
•تحضير أسئلة يتم
توجيهها للحكومة والتي عليها أن تجيب عليها لجنة صياغة التقرير.
•عقد حوار بين
أعضاء اللجنة وممثلين عن الحكومة بصدد القضايا غير الغامضة أو غير المتفق عليها.
•تبني اللجنة
للملاحظات النهائية.
•صياغة التقرير .
•تقديم التقرير
إلى الهيئات المكلفة بالسهر على تطبيق المواثيق أو إلى المجالس الوطنية ذات الصلة.
•التعبئة
الاجتماعية والدعوة للمناصرة من أجل تصحيح مكامن الخلل موضوع الملاحظات المقدمة.
•تتبع الملف
وصياغة تقارير عن مساره.
كتابة التقرير
هي عملية يسيرة وتوجد نماذج متعددة لذلك، كما يمكن
العثور على الموارد التي تمكن من صياغة جيدة.
يمكن الإشارة في التقرير إلى وضعية التربية الدامجة في
البلاد ويمكن ذكر بعض التجارب في بلدان أخرى للمقارنة وكذلك بعض الملاحظات التي
جاءت في تقارير سابقة لها علاقة بالموضوع تمت صياغتها من طرف
لجان
أخرى. وهكذا يمكن للتقرير أن يتضمن تحليلا لمكامن الخلل في تنزيل فلسفة التربية
الدامجة وتقديم توصيات ترمي إلى تعديل ومعالجة الخلل.
-----------------------------------
المرجع :
دليل الأسرة والمنظمات غير الحكومية في التربية الدامجة للأطفال في وضعية إعاقة
مديرية المناهج 2019
مديرية المناهج 2019
إرسال تعليق