الموضوع 19: دور جمعية الآباء في إنجاح التربية الدامجة
طبيعة الموضوع
يشكل موضوع دور جمعية آباء وأمهات التلاميذ محور هذه البطاقة، حيث
سيتم تناول دورها في مجال إنجاح التربية الدامجة بالمؤسسة.
لقد حددت التشريعات دور هذه الجمعية في العملية التربوية
وأهميتها في إنجاح مشاريع المؤسسة.
أكيد أنه على مستوى الواقع قد تتباين دينامية هذه الجمعيات بحسب
مجموعة من المتغيرات ومنها بنية مكاتبها وانخراط الأعضاء في مشاريعها ودعمها
وإمكانياتها والسياق الذي تشتغل فيه، لكن على العموم يمكن اعتبار جمعية الآباء
أداة ناجعة لتوطيد العلاقة بين البيت والمدرسة.
ولما كانت التربية الدامجة هي تربية تغيير une éducation de change-ment، فإن مساهمة جمعية الآباء تشكل إما وسيلة لإنجاحها أو أداة لعرقلتها،
حيث يتعلق الأمر بمستوى وعي الآباء، وخاصة أباء الأطفال «العاديين»، بجدوى مثل هذه التربية ليس فقط على الأطفال ذوي
الاحتياجات الخاصة بل وأيضا أطفالهم.
لذلك يبقى من الضروري مناقشة دور جمعية الآباء في تحقيق أهداف
مشروع المؤسسة الدامج بل وأهداف باقي مستويات المشاريع الدامجة الأخرى (المشروع
الفردي، المشروع الأسري. )
تأثير جمعية الآباء على تغيير الاتجاهات من التربية الدامجة
جمعية آباء بنية تمثل أباء التلاميذ المنتمين للمؤسسة
التعليمية. وهي بالتالي وسيلة يعمل من خلالها الآباء على إيجاد فضاء للدفاع عن
مصلحة الطفل وتحقيق الأهداف من تمدرسه. وهي في نفس الوقت فضاء للقاء بين الآباء
وتبادل التجارب التربوية الأسرية بينهم وأخيرا هي أداة للتنسيق بين البيت
والمدرسة.
لقد أكدت التجربة أنه كلما كان هناك تنسيق إيجابي بين البيت
والمدرسة كلما كانت نتائج الطفل إيجابية، لذلك تبقى شراكة الجمعية في تنفيذ مشاريع
المؤسسة ذات أهمية بالغة.
يمكن لمواقف آباء واتجاهاتهم أن يرسموا معالم سياسة الجمعية
وتوجهاتها. فمن خلال اللقاءات والجموع العامة والمراسلات بين مكتب الجمعية
وأعضائها تتحدد بعض المواقف وترسم معالم مطالب الجمعية وأنشطتها وإسهاماتها أيضا.
وإذا كان هناك قانون منظم لاشتغال جمعيات أباء وأمهات وأوليات
التلاميذ وموحد لفلسفتها العامة، إلا أن لكل جمعية شخصيتها الخاصة التي هي نتاج
تفاعل شخصيات أعضائها أو على الأقل شخصيات مكونات مكتبها المسير.
ولما كانت التربية الدامجة ترتكز على معارف ولكن أيضا على
اتجاهات ومواقف وممارسات لمختلف الفاعلين، فإن اتجاهات ومواقف وممارسات جمعية
الآباء وأعضائها قد ترسم معالم التعامل مع مشروع تلك التربية فتعمل على إنجاحها أو
تعرقل مسارها.
جمعية الآباء لا تضم آباء الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة فقط،
بل كل أطفال المؤسسة. ولما كان عدد آباء الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يشكل
أقلية، فإن عملا كبيرا ينتظرهم من أجل اقتناع آباء الأطفال «العاديين» بأن تواجد
هؤلاء الأطفال في نفس الأقسام مع أبنائهم لا يشكل أي عائق لتعلمهم الطبيعي وأن ذلك
حق من حقوق كل الأطفال ولا يمكن للدمج إلا أن يكون إيجابيا بالنسبة للجميع.
إن هذا الاقتناع ينبغي أن يبدأ من أعضاء المكتب ذاته كي يمرروه
إلى باقي الآباء، عبر مختلف الوسائل الممكنة ومنها ما تمت الإشارة إليه بصدد حملات
التوعية والتعبئة الجماعية حول التربية الدامجة. )انظر المواضيع 7 و8 و9(.
إن مختلف اللقاءات والندوات والاتصالات التي يمكن أن تعقدها مع
الآباء ينبغي أن تصب في العمل على تغيير اتجاهاتهم وتمثلاتهم الخاطئة حول الأطفال
ذوي الاحتياجات الخاصة.
دور جمعيات الآباء في تنزيل مختلف المشاريع الدامجة
انطلاقا من الأدوار المنوطة بها، يمكن لجمعية الآباء أن تلعب
أدوارا متعددة بالنسبة لمشاريع التربية الدامجة على مستوى المؤسسة والتي تم
تحديدها من قبل في المشروع الفردي للمتعلم ومشروع الفصل ومشروع المؤسسة ومشروع
الأسرة.
المشروع
البيداغوجي الفردي
يمكن لجمعية الآباء أن تكون مساهما في بناء المشاريع الفردية
التي يقترحها المدرسون. فبحكم دورها كمدافع على مصالح التلاميذ، يكون مناطا بها
التنبيه إلى ما يمكن أن يخل بحقوقهم في التمتع بظروف ملائمة للتمدرس كما يكون من
دورها «ضمان استمرار التلميذات والتلاميذ في الدراسة والحد من الانقطاعات بالبحث
عن أسبابها والعمل على تجاوزها، مع تتبع عطاءاتهم من خلال نتائج المراقبة المستمرة
وتقديم المساعدات الضرورية للمتعثرين منهم في الوقت المناسب» (المذكرة رقم 3، بتاريخ 4 فبراير 6002).
مشروع الفصل
للدمج
يمكن للجمعية أن تساعد على إنجاح مشروع الفصل من خلال مشاركتها
في مختلف المجالس بالمؤسسة التي هي عضو فيها (باستثناء المجالس التعليمية.)
تتم هذه المساعدة من خلال التفكير في إيجاد حلول مرتبطة بالإمكانيات
المساعدة على إنجاز مشروع الفصل. كما تتم من خلال الدفع بالآباء إلى توفير الظروف
الملائمة ودعم المدرسين.
مشروع المؤسسة
للدمج
من المهام المنصوص عليها في المذكرة المذكورة، تمت الإشارة إلى
المشاركة في التسيير المباشر لمؤسسات التربية والتعليم العمومي، وذلك من خلال
عضويتها بمجالس التدبير والمجالس التربوية ومجالس الأقسام، مما يمكنها من المساهمة
في المجهودات الرامية إلى الرفع من مستوى أداء المؤسسات، ولاسيما ما يتعلق بدراسة
برنامج العمل السنوي الخاص بأنشطة المؤسسة،
وتتبع إنجازه والمصادقة على التقرير العام المتعلق بالتدبير الإداري
والمالي والمحاسباتي للمؤسسة. هذا البرنامج الذي ينبغي أن يحتضن التربية الدامجة
كمقوم من مقومات اشتغال المؤسسة.
المشروع الأسري
للدمج
تلعب الجمعية دورا مهما في تأطير الأسر وتوعيتها وكذا في
التنسيق بين الآباء لما فيه مصلحة أطفالهم. ويكون آباء الأطفال في وضعية إعاقة
وباقي الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة أكثر حاجة للدعم والمساندة والمصاحبة.
يمكن أن تكون تلك المواكبة على شكل توعية بأهمية تمدرس الطفل من
خلال إقناع والديه بذلك أو دعم نفسي يرمي إلى إكساب الثقة أو معرفي من خلال
المساعدة على اكتساب المعلومات الكفيلة بتحقيق أهداف المشروع الأسري للدمج بل
وببنائه وتدبيره. إن هذا الدعم يمكن أن يتخذ عدة أشكال كالإنصات والاستقبال
والمناقشة وورشات العمل وفصول الأمهات .classes des mères
لكن هذا الدعم لا ينبغي أن يسير في اتجاه خلق الاتكالية لدى
الوالدين، بل إن الجمعية ينبغي أن تكون في هذا الإطار أداة للتغيير ولإعادة تنظيم
الكفايات الوالدية بطريقة تبتعد عن الحساسية وتحترم كرامة الأسرة.
-----------------------------------
المرجع :
دليل الأسرة والمنظمات غير الحكومية في التربية الدامجة للأطفال في وضعية إعاقة
مديرية المناهج 2019
مديرية المناهج 2019
إرسال تعليق